الكلمة الثامنة عشرة:
إذا استولت السعود مواضع الخوف جاءت بالمكاره من ذوي السلامة وإذا نظرت السعود إلى تلك الأمكنة أو كانت فيها دفعت ذلك الخوف وعلى حسب هذه فقل في الأربع تمزيجات .
الشرح :
مواضع الخوف مع مقابل مواضع الامن والسعود مقابل النحوس ويحصل من تمزيج هذه الاثنين بهذه الاثنين اربع صور الاولى: ان يكون المستولى على مواضع الخوف السعود ومواضع الخوف هي الثامن والسادس والثاني عشر والسابع والرابع لان من الثامن يكون خوف الموت والنكبات ومن السادس الخوف من المرض ومن الثاني عشر الخوف من الاعداء ومن السابع الخوف من الاضداد والخصوم ومن الرابع الخوف من العواقب واستيلاء السعود على مواضع الخوف دليل على حدوث المكروه من ذوي السلامة مثل من يشهد عليه العدول بما يضره او يتلف حقوقه من بعض الاخوة والأقارب .
والثانية: ان يكون المستولي على مواضع الخوف النحوس وحكمة بخلاف الاول يعني حصول المكروه من اهل الشر والفساد .
الثالثة: ان يكون المستولي على مواضع الامن والنفع السعود وهو دليل على حصول الفوائد من الاخبار والاكابر.
والرابعة: ان يكون المستولي على مواضع الامن والنفع النــحوس وهو دليل حصول الفوائد من اهل الشر والفساد, ونظر السعود الى هذه المواضع يزيد في الخير وينقص من الشر ونظر النحوس اليها ينقص من الخير ويزيد في الشر, وهذه الاحكام يكون اكثر وقوعها في طوالع السؤالات واعتبارها في طوالع المواليد ايضاً والله اعلم.
الكلمة التاسعة عشرة:
اُسبُر طبيعة الشيخ وعمره وفعله وانفعاله قبل تقديم القضاء عليه.
الشرح :
قبل ان تحكم على الشيء امتحن طبيعة اصله ليحصل لك الوقوف عليه وهكذا فعل وانفعال ذلك الشخص والسبر هو الامتحان والشيخ هو الاصل، مثلا ً تريد اما ان تحكم على نوع الانسان او على الدول والملل او على المدن والاقاليم او غيرها وكل واحد من هؤلاء بقاء بقاء مدته بخلاف الاخر وهكذا في الفعل والانفعال، مثلا ً في وقت الحكم بقاء الشيخ لا يمكن ان يكون مثل بقاء الطفل واما التوليد فممكن من فعل اخر والخصيان الممكن منهم غير ممكن من غيرهم وهكذا في الانفعال وفي كل ما هو ممكن في اصناف نوع من الانواع غير ممكن في اصناف نوع اخر فينبغي ان يكون حصة كل واحد من الانواع والاصناف المحكوم عليها المطلوبة معلومة في الحكم ليكون الحكم صحيحا ً وهذه الاحكام هي من جملة الاحكام المتعلقة بالقابل .
الكلمة العشرون:
اذا كان النيّران في دقيقة واحدة وكان سعد في جزء الطالع فان السعادة في ذات البلد وكذلك اذا كان القمر في دقيقة والاستقبال والسعد في درجة السابعة ويكون الامر بضد هذا اذا كان النحس موضع السعد.
الشرح:
اعلم ان سهم السعادة يؤخذ بالنهار من تقويم القمر ويلقى الباقي من الطالع وبالليل بالعكس اعني من القمر الى الشمس ويلقى من الطالع والمتقدمون بالنهار والليل يأخذون من الشمس الى القمر ويلقونه من الطالع من غير اختلاف واما المتأخرون قد اعتبروا هذا الاختلاف بالليل والنهار, وسهم الغيب وهو يؤخذ بالنهار من القمر الى الشمس وبالليل من الشمس الى القمر ويلقى من الطالع هذا مذهب المتأخرين والمتقدمون بالنهار والليل يأخذون من القمر الى الشمس فاذا اجتمع النيران في دقيقة واحدة كان السهمان في حقيقة الطالع واذا كان النيّران في حقيقة الاستقبال وقع السهمان في حقيقة السابع وفي الصورة الأولى اذا كان السعد في الطالع قارن سهم السعادة وفي الصورة الثانية اذا كان السعد في السابع قارن سهم السعادة وتلك المقارنة تقتضي ان يكون للمولود مال وافر بافراط وسهم السعادة دليل المال الوافر واذا كان النحس في الطالع او السابع قارن سهم السعادة وكان ضرر ذلك بنقصان المال والفقر والفاقة ووقوع الخسران الكثير وهذا الحكم يكون مطلقا ً في طالع الاصل وطالع التحويل السنوى وطالع السؤال ويقاس على هذا اينما حل سهم السعادة من البيوت الاثنى عشرة وقارن سعداً أو نحساً في غير الطالع والسابع من المتحيرة والثوابت.
الكلمة الحادية والعشرون:
من تناول دواء مسهلاً والقمر مع المشتري قصر عمله وضعف فعله .
الشرح :
القمر ينبوع القوة الطبيعية فاذا قارن المشتري قويت الطبيعة فلا تنفعل من مؤثر غريب بسهولة وبهذا السبب يضعف عمل المسهل اذا تناول منه في هذا الوقت بخلاف الزهرة فانها لا تفعل هذا الفعل لان طبعها ترقيق الاخلاط والترطيب بل تعين عمل المسهل.
الكلمة الثانية والعشرون:
مس العضو بالحديد والقمر في برج ذلك العضو مكروه.
الشرح :
كل عضو منسوب الى برج، فالرأس للحمل والرقبة للثور واليدان للجوزاء وعلى هذا القياس الى الرجلين وهي منسوبة الى الحوت فأذا كان القمر في برج عضو من الاعضاء كانت الرطوبات البدنية متوجهة الى ذلك العضو ويقتضى تعفن المواد فايصال الجراحة مع حصول الرطوبات المتزايدة واستعداد التعفن مؤد الى الضرر وعلى هذا القياس الرأس منسوب الى الطالع والرقبة الى الثاني الى اخر البيوت الاثنى عشر فالقمر اذا كان في بيت منسوب الى عضو من الاعضاء لا ينبغي ان يمس بالحديد.
الكلمة الثالثة والعشرون:
تناول الدواء المسهل والقمر في العقرب او السرطان او الحوت وصاحب الطالع يتصل بكوكب تحت الارض محمود وان اتصل صاحب الطالع بكوكب في وسط السماء قذف الدواء ولم يستقر.
الشرح:
كون القمر في البروج المائية يقتضي حصول الرطوبات في ابدان الحيوانات ومع حصول الرطوبات لا يكون للدواء المسهل نكاية زائدة وتسيل الاخلاط بسهولة واذا كان في حد الزهرة فهو احسن واتصال القمر بكوكب من الكواكب دليل على حركة الخلط والدواء الى جهة ذلك الكوكب فان كان الكوكب تحت الارض يتوجه الدواء الى اسافل البدن ويعمل عمله من الاسهال وان كان الكوكب فوق الارض في وسط السماء او صاحب الطالع متصل بكوكب في وسط السماء يفسد الدواء اعالي البدن ويخرج بالقي والقذف فعلى هذا اتصال القمر اوصاحب الطالع بكوكب فوق الارض غير محمود في طالب الاسهال فاما في تناول دواء القي بعكس ذلك وكذلك اتصال القمر في تناول المسهلات بكوكب سفلي احمد من اتصاله بكوكب علوي.
الكلمة الرابعة والعشرون:
الملابس الجدد مكروه عملها واستعمالها والقمر في الاسد واعظمها اذا كــان منــحوساً او على مقابلة الشمس .
الشرح :
المراد من العمل من قوله مكروه عملها هو قطع الجدد وبعضهم قد كره الخياطة والنسج ايضا والاولى ان لا يبدؤ بالخياطة والنسج فاما الاستمرار في العمل لا يحتاج الى اختيار ولما كان الثبات مذموما ً والاستبدال محمودا ً كان الابتداء في العمل والابتداء فلا الاستعمال اي اللبس والتزيين بالجديد مكروه اذا كان القمر في برج ثابت واثبت الثوابت هو الاسد لانه قريب من سمت الراس ومطالعه كثيرة في بلاد الشمال وهو دال بالصورة على التوحش والتسلط ثم بعد الاسد في الثبات العقرب وهي اذم في هذا الباب لانها هبوط القمر وبيت المريخ ووبال الزهرة ثم بعد العقرب الدلو لانه بيت زحل ووبال الشمس وزحل دليل التأني والثبات واقل غائلة من الثانية الثور لانه بيت الزهرة وشرف القمر فاذا كان القمر في برج ثابت وهو منحوس يزيد في الشر وهو دليل المنحسة في وقت استعمال الملبوس من مقتضى طبيعة ذلك النحس ومقابلة الشمس مكروهة لانها تقتضي ان تكون المنحسة من الملوك والسلاطين.
الكلمة الخامسة والعشرون:
مشاكلة القمر في المواليد للكواكب يجعل المولود متحركا فيما يدل عليه فان اتفق ان تكون الكواكب قوية في ذاتها دلت على تقدمة فيه وان كانت ضعيفة دلت على ان حركته اقوى من معرفته وظهور ما تحرك فيه يكون من تمكن تلك الكواكب في الاوتاد الظاهرة ومــا يليها والانتفاع به يكون من سعادتها وعلى هذا فقس ما بقى من القسمة .
الشرح :
مشاكلة القمر بالكواكب هو نظر القمر اليها وامتزاجه بها والنظر يكون بالمقارنة او التسديس او التثليث او التربيع او المقابلة والتناظر والمشاكلة في المواليد يقتضي سعي المولود في ذلك المعنى الذي هو من طبيعة ذلك الكوكب مثلا اذا كان الكوكب زحل دل على ان المولود يكون صبورا ً متأنيا ذا وقار واذا كان المشتري دل على ان المولود يكون ذا صلاح وسداد وديانة ومرؤة واذا كان المريخ دل على ان المولود يكون ذا شجاعة وقوة وهيبة وتسلط واذا كانت الزهرة دلت على ان المولود ذو لهو ولعب وطرب ومعاشرة وليانة واذا كان عطارد دل على ان المولود ذو كياسة وفطنة وذكاء وتميز ثم تنظر في قوة وضعف وظهور وخفاء وسعادة ونحوسة ذلك الكوكب فقوته دليل على تقدم المولود في مقتضى طبيعة ذلك الكوكب بالقوة النظرية اكثر من تقدمة بالقوة العملية وضعفه دليل على تقدم المولود في مقتضى طبيعة ذلك الكوكب بالقوة العملية اكثر من تقدمه بالقوة النظرية وكذلك دليل ظهور تلك الطبيعة من المولود يكون من تمكن ذلك الكوكب في الاوتاد او ما يلي الاوتاد فوق الارض خارج من تحت الشعاع ودليل خفاء تلك الطبيعة في المولود هو اضداد هذه الاحوال المذكورة وكذلك دليل الانتفاع وتمتع المولود من تلك الطبيعة هو سعادة ذلك الكوكب ودليل عدم الانتفاع والفائدة وعدم حظ المولود من تلك الطبيعة هو نحوسة ذلك الكوكب وتركيب هذه الاحوال ثمانية انواع وذلك من ضرب اثنين في اربعة وهذا تفصيل الانواع الثمانية :
الأول قوي ظاهر مسعود الثاني قوي ظاهر منحوس الثالث خفي مسعود الرابع قوي خفي منحوس الخامس ضعيف ظاهر مسعود السادس ضعيف ظاهر منحوس السابع ضعيف خفي مسعود الثامن ضعيف خفي منحوس واحكام كل واحد منها بحسب امتزاجات المدلولات المذكورة السعادة والنحوسة اذا لم تكن بحسب السبعة السيارة كانت بحسب مقارنة الثوابت.
الكلمة السادسة والعشرون:
كسوف النيرين في اوتاد طوالع المواليد وتحويلات السنين يضر بطبيعة ذلك البرج والوقت فيه ان يكون نسبة مابين جزء الطالع وجزؤ الكسوف الى مائة وثمانين جزؤ كنسبة ما بين ابتداء الكسوف وذلك الوقت الى ما يوجبه جملة الكسوف من المدة والمدة لكل ساعة من كسوف الشمس سنة ومن خسوف القمر شهر.
الشرح :
كسوف الشمس وخسوف القمر اذا كان في وتد من اوتاد طالع مولود يدل ذلك المولود فيما يكون مدلول ذلك الوتد، مثلا ً اذا كان في الطالع كان الضرر بالبدن واذا كان في العاشر كان الضرر في الجاه و في السابع في الازواج والشركاء و في الرابع في الاباء والاملاك وعلى هذا القياس في باقى البيوت الا انه في الاوتاد اظهر وكذلك يضر ايضا باوتاد طالع التحويل الا انه اقل ضرر من اوتاد طالع الاصل وكذلك يضر ايضا ً ببروج تحاويل سنة العالم في مدلولات ذلك البرج الذي يكون الكسوف فيه ، مثلا ً اذا كان الكسوف في الحمل والثور والجدى كان الضرر في البهائم و في الجوزاء والسنبلة والميزان والنصف الاول من القوس والدلو في نوع الانسان و في السرطان والحوت في حيوانات الماء و في الاسد في السباع وفي العقرب في الهوام و في النصف الاخر من القوس في الدواب وأما مدة التأثير فينظر من ابتداء الكسوف الى اخر الانجلاء فما كان من الساعات والدقائق ان كان تمام المدة من الابتداء الى اخر الانجلاء فوق الارض يؤخذ لكل ساعة مستوية من كسوف الشمس سنة ولكل دقيقة ستة ايام ومن القمر لكل ساعة شهر ولكل دقيقة نصف يوم وان لم يكن في جميع المدة فوق الارض يؤخذ بمقدار كونه فوق الارض من الساعات والدقائق بالمقدار المذكور واما معظم التأثير من الكسوف والخسوف فهو زمان خاص من هذه المدة وذلك انه كان الكسوف في جزؤ طالعه كان معظم التأثير وان كان الكسوف في جزؤ آخر ما بين الطالع والسابع يؤخذ ما بين ذلك الجزؤ والذي فيه الكسوف وجزؤ طالع وسط الكسوف فما كان فنسبته الى ماية وثمانين الذي هو ما بين الطالع والسابع مثل نسبة الزمان الذي هو من اول الكسوف الى وقت معظم التأثير الى جملة عام زمان التأثير وذلك اربعة اعداد متناسبة والثالث مجهول فيستخرج المجهول من الثلاثة المعلومة، وظاهر كلام بطليموس دليل على ان هذه الاجزاء بدرج السوى، واما المتأخرون فانهم يعملونها بدرج مطالع البلد وذلك ينقص مطالع النير بالبلد من مطالع طالع الكسوف فما بقي يقسم على اجزاء ساعات النير فما خرج نسبته الى اثنى عشر كنسبة ما بين اول الكسوف ووقت معظم التأثير الى تمام زمان التأثير ... وابو نصر القمي قد جعل طالع الكسوف طالع برج بدء الكسوف وباقي المنجمين يجعلون طالع الكسوف طالع وسط الكسوف المرئي لا الاستقبال الحقيقي وهذا هو الاصح والله اعلم.
الكلمة السابعة والعشرون:
تسيير الدليل اذا كان في وسط السماء في كل بلد بمطالع الفلك المستقيم واذا كان في درجة الطالع بمطالع ذلك البلد وفيما بينهما بمطالع الدرجة على حسب موقعها والموضعين المقابلين لهما على حسب ذلك وتسيير السهام قدما ً لانه كلما زاد مسير مباديها تأخرت.
الشرح :
كل دليل يريدون تسييره يفرضون دائرة عظيمة تمر بذلك الدليل وبنقطتي الشمال والجنوب في أفق المولد أعني قطبي دائرة اول السموات وتسمى هذه الدائرة دائرة أفق الحادث لذلك الدليل وإذا توهموا دائرة عظيمة تمر بقطبي معدل النهار و بقطبي أفق ذلك الدليل أعني دائرة نصف النهار في ذلك الأفق فما بين قطب معدل النهار و تلك الدائرة من الجانب الأقصر هو عرض ذلك الأفق الحادث ويعلم من تصور هذه الدائرتين ان كل دليل يكون على الافق الشرقي كان افق البلد أفق حادث ذلك الدليل وعرض البلد عرض افق حادثه ولا محالة يسير بمطالع الطالع في ذلك البلد وتسييره السنوي هو ان يزاد لكل سنة درجة واحدة على مطالعه فما حصل فهو درج السوآء ويعلم منه موضع التسيير على توالي البروج وكل دليل يكون في العاشر او الرابع وقد مرت به دائرة نصف النهار وهي افق من آفاق خط الاستواء كانت دائرة الافق الحادث لذلك الدليل ولا يكون لذلك الدليل ولا يكون لذلك الافق عرض وتسييره بمطالع خط الاستواء وكل دليل يكون على الافق الغربي فأفق البلد افق حادثه لكن عرضه في الجنوب مساو ٍ لعرض البلد في الشمال وتسييره بمطالع ذلك الافق على تقدير انه في الجنوب اعني ان مطالع الحمل مساو ٍ لمطالع الميزان في الشمال وعلى هذا القياس كل دليل يكون بين وتدين يستخرج اولاً دائرة افقه بحسب موضعه وعرض افق حادثه وجهة عرضه وينبغي إن يعلم إن كل دليل يكون في النصف الصاعد من الفلك يعني ما بين العاشر والرابع في الجهة الشرقية عرضه شمالي وما كان في النصف الهابط من الفلك يعني ما بين الرابع والعاشر في الجهة الغربية عرضه جنوبي وتسيير الدليل بمطالع ذلك الافق والمتأخرون قد حققوا هذه الاعمال في غاية الكمال, واما المتقدمون اقتصروا على العمل بساعات البعد وذلك انهم يحصلون ساعات بعد الدليل من العاشر الى الرابع ونسبته الى ست ساعات كنسبة ما بين مطالع الدليل بخط الاستواء ومطالعه بحسب موضعه الى ما بين مطالع الدليل بخط الاستواء ومطالعه بالبلد ان كان النصف الشرقي أو بمطالع نظيره بالبلد إن كان في النصف الغربي, ثم يستخرجون مطالع الدليل بحسب موضعه بطريق اربعة اعداد متناسبة ثم يسيرونه وهذا العمل تقريب على وجه التساهل. والذي عمله المتأخرون تحقيق برهاني مطابق لكلام بطليموس في هذا الموضع. واما تسييرالسهام الذي ذكره بطليموس بقوله: وتسيير السهام قدماً يعني على خلاف توالي البروج وذكر إن علته اذا زاد مسير مباديها تأخرت عن مواضعها، مثاله: اذا كان الطالع عشر درجات من الحمل والشمس في اول الحوت والقمر في نصف الحوت يؤخذ سهم السعادة من الشمس الى القمر ويلقى من الطالع ويقع في خمس وعشرين درجة من الحمل ويكون مبدؤه الشمس واذا زاد سير الشمس وكان القمر ثابتاً صار ما بينهما اقل من خمس عشرة درجة وعلى هذا فقل درجات السهم عن خمس وعشرين درجة من الحمل فيكون سير السهم على خلاف التوالي وهذا التعليل غير صالح في هذه الدعوى لأنّا لو قدّرنا زيادة السير للقمر الذي هو المنتهى والثبات للشمس يزيد تحرك السهم من خمس وعشرين درجة من الحمل على التوالي، وقال احمد بن يوسف شارح كتاب الثمرة إن علة تسيير السهام على خلاف التوالي لان حركة الفلك المدير لسائر الكواكب على خلاف التوالي والسهم ليس بكوكب وانما هو جزء من الفلك فكان حركته كحركة الفلك فعلى هذا العاشر والطالع ايضا اجزاء من الفلك كان ينبغي إن يسيرا على خلاف التوالي مع انه باتفاق اهل هذه الصناعة لا يُسيَّرا الا على التوالي. فعلم من هذا إن هذا التعليل باطل وهذا الكلام غير مناسب لكلام بطليموس ولم يسيّر احد من المنجمين السهم على خلاف التوالي ابدا الا اذا كان ما بين السابع والعاشر وهذا لم يختص بالسهم بل اذا كان احد النيرين فيما بينهما سُيّر على هذا الوجه والحق إن ناقل كلام بطليموس لم يفهم كلامه ونقله على وجه لا تاويل له والله يعلم.
الكلمة الثامنة والعشرون:
أخفى ما يكون الشيء عند مجاسدة دليله دليل الشمس أو كينونته تحت الأرض أو في مواضع غير مشاكلة لبيته أو شرفه وأقوى ما يكون إذا كان دليله سائرا ً من هبوطه الى شرفه وهو في وتد ملائم لطبيعة الشيء .
الشرح:
قد بين لنا بطليموس في هذه الكلمة دليل غاية الخفاء وغاية القوة فاما غاية الخفاء قد جعل لها ثلاث ادلة :
الاولى: استتار الدليل تحت الشعاع وغايته مجاسدة الدليل للشمس.
والثانية: كون الدليل تحت الارض وغاية بعده من فوق الارض هو نقطة الرابع.
والثالثة: كون الدليل في موضع غير مشاكلة لبيته او شرفه، ومعنى المشاكلة في هذا الموضع مشتبهة فاذا قلنا انها بمعنى النظر او التناظر كما تقدم قبل هذه الكلمة لم نجد جزءً من اجزاء البروج الاثنى عشر الا وهو ناظر الى احد بيوت الكواكب المتحيرة ويمكن ذلك في بيوت النيرين لان السنبلة والجدي والحوت والسرطان ليس لها نظر الى الاسد الذي هو بيت الشمس والاسد والقوس والدلو والجوزاء ليس لها نظر الى السرطان الذي هو بيت القمر واما الشرف وحده فكذلك اربع بيوت غير ناظرة الى شرف كل كوكب كالثور والسنبلة والعقرب والحوت ليس لها نظر الى شرف الشمس الذي هو الحمل وعلى هذا القياس في باقى الكواكب واذا اعتبرنا البيوت والاشراف جميعها فالسنبلة والحوت لا ينظران الىبيت الشمس ولاشرفها وكذلك الجوزاء والقوس لاينظران الى بيت القمر ولاشرفه وباقي الكواكب لم يوجد برج لاينظر الى بيوتها ولا الى اشرافها معاً فقد علم من هذا التقرير ان المراد من المشاكلة هيهنا ليس هو النظر ولاتشريقالعلويات وتغريب السفليات من الشمس وعكسها من القمر والا لما قال لبيته او شرفه بل المراد من المشاكلة في هذا الموضع الموافقة في الطبيعة فالاسد مشاكل للحمل والقوس في الطبيعة اعني الحرارة واليبوسة والجوزاء والميزان والدلو مشاكلة للحمل والاسد والقوس في الحرارة ومباينة في اليبوسة والسرطان والعقرب والحوت مباينة لها بالكلية فالتباين على وجهين تباين من بعض الوجوه دون بعض فالمثلثة المائية مباينة لبيت الشمس وشرفها مباينة كلية والثمان البروج الاخر مباينة لهما مباينة جزئية، والقمر فليس شئ من البروج يباين بيته وشرفه مباينة كلية بل عشرة من البروج تباينه مباينة جزئية وعلى هذا القياس في جميع الكواكب وكذلك مشاكلة الكواكب بيوت الطالع مثل بيوت الافراح للشمس العاشر وللمشتري الطالع وللزهرة السابع وعلى هذا القياس في باقي الكواكب. واعلم انه اذا حصلت دلائل الخفاء في مولد كان ذلك المولود مخفياً من اكثر الناس في اكثر الاحوال وذلك حسن في مواليد النساء ففي المسائل إن كان دليل الخفاء حاصلاً في دليل المسالة تحت الشعاع ويتصل بالشمس تحت الارض مع سائر التوابع فإن ذلك الشئ لا يظهر وان كان تحت الشعاع منصرفاً أو تحت الارض وقد جاوز الرابع فان ذلك الشئ بعد إن يختفي يظهر وفي الاختيارات إن كان مطلوب الخفاء سراً من الاسرار ينبغي إن يكون متصلاً وفي الرابع لكيلا يظهر ذلك السر وان كان المطلوب اختفاء شخص من الاشخاص ينبغي إن يكون منصرفاً وقد جاوز الرابع لكي يرجى له الظهور بعد الاختفاء. واما قوى الكواكب فإنها على وجهين: فمنها القوة الذاتية والعرضية من غير قياس الى شئ وذلك مذكور في كتب المداخل ومنها قوتها بالقياس الى مطلوب مثلاً اذا كان الكوكب دليل مطلوب كان قوياً في تحصيل ذلك المطلوب ودليل هذه القوة في شيئين: احدهما ذهاب الكوكب من هبوطه الى شرفه، مثاله: الشمس بين الميزان والحمل والقمر بين العقرب والثور وعلى هذا القياس باقي الكواكب بشرط إن لا تكون راجعة، والثاني كون الكوكب في وتد ملائم طبيعة المطلوب مثل إن يكون المطلوب من السعادة البدنية أو النفسانية أو طول العمر كان وتد الطالع وان كان المطلوب جاهاً أو قرباً من ملك أو عملاً من الاعمال كان الوتد العاشر وان كان المطلوب ثبات امر أو حصول ملك أو عيش جيد أو عاقبة محمودة كان الوتد الرابع والله يعلم.
الكلمة التاسعة والعشرون:
الزهرة تكسب المولود في العضو الذي يكون لبرجها التذاذا ً والكواكب تعطي ما لها ان تعطي مثل ذلك.
الشرح :
كل عضو من اعضاء الانسان منسوب الى برج من البروج الرأس والاعضاء التي فيه للحمل والرقبة للثور والمنكبان واليدان للجوزاء والصدر والقلب للسرطان والظهر للاسد والبطن والامعاء للسنبلة والصلب والوركان للميزان والعورة وآلات التناسل للعقرب والفخذان للقوس والركبتان للجدي والساقان والكعبان للدلو والقدمان للحوت. وكل كوكب فهو يدل على حال من الاحوال كالزهرة على اللذة وزحل على السكون والتأني والمشتري على الجمال والمريخ على الحدة والخفة والشمس على الكبر والعظمة وعطارد على الذكاء والانقلاب والقمر على السرعة والحركة، فان كان كوكب من الكواكب في برج من البروج حال الولادة فيكون ذلك الحال الذي لذلك الكوكب في ذلك العضو الذي لذلك البرج زائداً على حده من باقي الاعضاء فإذا كان على وجه غير ملائم كان بالعكس، مثلاً الزهرة في الحمل دليل على إن المولود لذته في النظر اوالتخيل أو الاستشمام أو الذوق أو الاستماع وفي الثور دليل على إن لذته في تطاول الاعناق والمعانقة وفي الجوزاء فيما يتعلق باليد والمنكب والاصابع وفي السرطان فيما يكون في القلب والضمير وفي الاسد في تحمل المشاق وحمل الاثقال والاستناد وفي السنبلة في الاكل والشرب وفي الميزان في المصارعة والمقاومة وفي العقرب في الشهوة والجماع وفي القوس في ملامسة الافخاذ وفي الجدي في الركوب وفي الدلو في القيام وفي الحوت في المشي والوثب والسعي وعلى هذا القياس باقي الكواكب والبروج.
الكلمة الثلاثون:
إذا لم يتفق لك مجاسدة القمر لكوكبين فاطلب مجاسدته لكوكب من الكواكب الثابتة على طبيعة مزاجهما.
الشرح :
اي وقت ارادوا تركيب حال من امرين والدليل عليهما كوكبان مثل لذة على وجه جميل فالزهرة والمشتري دليلا اللذة والجمال نظرنا الى القمر في الاختيار المتعلق بذلك الحال اي وقت يتصل بالزهرة والمشتري وجعلنا القمر مجاسدا ً لهما وقت ذلك الاختيار ليحصل المطلوب. واذا لم يتفق مجاسدة القمر مع هذين الكوكبين فانظر الى الكواكب الثابتة التي على مزاج السعدين واستبدلهما فمتى جاسد القمر هذه الثابتة وقت حصول المطلوب .
الكلمة الحادية والثلاثون:
الكواكب الثابتة تعطي العطايا الخارجة عن النسبة وكثير ما يختم بسوء.
الشرح :
اذا كانت دلائل المولود قوية الحال بالقوى الذاتية والعرضية جعلت المولود في اعلى مرتبة من مراتب اهل بيته وابناء جنسه واذا كان مع هذا الكوكب من الثوابت في الطالع أو العاشر أو مقارن لنّير النوبة أو لسهم السعادة اخرج ذلك المولود من اهل بيته وابناء جنسه الى مراتب عالية فوق حده مثل إن بعض ابناء السوقة الى مرتبة السلطنة أو منصب كبير الا انه قد يكون عاقبة ذلك الشخص مذمومة والعلة في ذلك إن ذلك الكوكب على مزاج مركب من نحس وينبغي إن يعلم إن الكواكب الثابتة على ثلاثة اصناف: الاولى كوكب من قدر كبير على طبيعة السعود مطلقاً كالسماك الاعزل والنسر الواقع وهذه الكواكب وامثالها تعطي السعادات المطلقة اذا جاسدت بعض الادلاء، والثانية كوكب من قدر كبير أو اقل على طبيعة ممزوجة بنحس كقلب الاسد وقلب العقرب وعين الثور ومنكب الفرس وامثال هذه الكواكب يعطي العطايا الكبار بالمجاسدة فإذا انتهى التسيير اليهم قطعوا وكانت عاقبة عطاياهم مذمومة، والثالثة يكون كوكب نحس مطلق كالسحابيات وامثال تلك الكواكب لا يعطي شيئاً من السعادة بل نحوسة مطلقة واعتبار الثوابت في طوالع القرانات ايضا مفيد والله يعلم.
الكلمة الثانية والثلاثون:
العمل في تقلد الرجل من اهل بيت الملك على مشاكلة مولده لهيئة الفلك في الوقت الذي قام فيه ذلك الملك.
الشرح :
اذا علمت طوالع مبادي الملل والدول وجلوس السلاطين فكل من كان من ابناء تلك الملة والدولة أو من اهل بين ذلك السلطان وكان طالعه مشاكلاً لذلك الطالع كان له الحظ الاوفر في تلك الملة والدولة أو في سلطنة ذلك السلطان واعتبار هذه المشاكلة اقوى من اعتبار دلائل الرئاسة والتفوق وقد ذكر احمد بن يوسف شارح هذا الكتاب انه جائني خادم لخمارويه بن احمد بن طولون بمولد ابنه وسألني هل يطمع له في تقليد اعمال مصر جميعها وما تقلده ابوه فتأملته وكانت كواكبه الثقال مغربة ساقطة عن الاوتاد والشمس ولم ار فيه ما يستدل به اهل طبقتي في ذلك العصر على رياسته فلم اعجل القضاء وتوقفت لاني استثنيت وحضرت شيخاً كان متقدماً في صناعة احكام النجوم يعرف بصالح بن الوليد التميمي فأريته المولد فسألني: لمن هو؟ فقلت: لهارون بن خمارويه فقال يستولي مكان ابيه ويقيم فيه قريباً من عشرة سنين الا انه يكون كالمحجور عليه، فسألته عن العلة في ذلك من جهة التنجيم فدافعني في ذلك حتى واليت بره وجزلت حباه، فقال لي: طالعه العقرب وشمسه في السنبلة وهذه نصبة مولد جده احمد بن طولون فولي هارون مصر والشامات ورِقـّة تسع سنين واشهر. ووجدت الامر في تقليده على ما اخبر به صالح بن الوليد والله يعلم.
الكلمة الثالثة والثلاثون:
اذا انتهى تسيير دليل دولة الى كوكب يوجب قطعها مات ملكها او رأيس فيها وكل كوكب يكون في برج الانتهاء لتحويل سنة من سني الدولة فهو يدل على موت عظيم منها في تلك السنة على طبيعة ذلك الكوكب.
الشرح :
طالع الدول ودلائل تلك الدولة يسيرونها من ابتداء وقت الطالع بمطالع الافق لكل درجة سنة وبدرج السواء يسوقونه بالانتهاء لكل برج سنة فإذا انتهى التسيير الى كوكب قاطع مات ملك أو رئيس كبير من اهل تلك الدولة وان كان الكوكب غير مشاكل لدليل الدولة وانتهى التسيير اليه حصل لكبير من اكابر تلك الدولة نكبة من النكبات وذلك الشخص يكون على طبيعة ذلك الكوكب، مثلاً إن كان زحل كان شيخاً أو رجلاً ذا غور ودهاء وان كان المشتري كان قاضياً أو صاحب منصب كبير وان كان المريخ كان اميراً من امراء العسكر وان كانت الشمس كان كبيراً من بيت الملك وان كانت الزهرة كانت امرأة من نساء الاكابر وان كان عطارد كان كاتباً وان كان القمر كان ولي عهدٍ أو حاجب كبير فإذا كان الكوكب مشرقاً أو صاعداً كان ذلك الشخص شاباً وان كان مغرباً أو هابطاً كان شيخاً وثبات ذلك الكوكب في الاوتاد دليل محل ذلك الشخص وقوة ذلك الكوكب من شرف وحظ دليل رئاسة ذلك الشخص وسعادته أو كثرة ماله وعلى هذا القياس والله يعلم.
الكلمة الرابعة الثلاثون:
اتفاق شخصين على شيء ما يوجد من دليل ذلك الشيء في مولديهما فان كان على مشاكلة محمودة كان بينهما اتفاق فيه واقواهما موضعا ً يقوم مقام الفاعل والرئيس واضعفهما يقوم مقام المنفعل والمرؤوس.
الشرح:
اذا ارادوا إن يعملوا حال موافقة صناعة أو شغل أو مخالفة ذلك بين شخصين يطلبون دليل تلك الصناعة أو الامر المراد من طوالعهما، مثلاً في الزراعة زحليهما وفي الوزارة مشترييهما وفي قيادة الجيوش مريخيهما وفي السلطنة شمسيهما وعلى هذا القياس فان وجدوا بينهما مشاكلة محمودة مثل نظر مودة وقبول فهو اتفاق شخصين في ذلك الشغل أو العمل والقوي منهما يكون الرئيس والحاكم على الآخر وان كان بينهما مشاكلة مذمومة كان دليل المعاداة والمخالفة بين الشخصين وان لم يكن بين دليليهما مشاكلة ابداً لم يكن بينهما موافقة ولا مخالفة والله يعلم.
الكلمة الخامسة والثلاثون:
المحبة والبغضاء توجدان من تبديل مواضع النيرين في مواليدهما ومشاكلة طوالعهما تدل على المودة والخالفة والبرج المطيع اشد محبة.
الشرح:
مراده انه اذا كان موضع شمس احدهما ناظراً الى موضع قمر الآخر نظراً صالحاً كان دليل المحبة بينهما واذا كانا ناظرين نظر عداوة كان دليل البغض والعداوة وكذلك اذا كان طالعيهما ناظرين نظر محبة أو نظر عداوة كان الامر كذلك فكل برج كان مستعلياً على الآخر كان ذلك البرج مطيعاً له وكانت المحبة زايدة من طرفه عن الآخر ومعنى الاستعلاء انه اذا كان برجاً من البروج طالعاً كانت البروج التي فوق الارض مستعلية عليه وقيل البروج المطيعة ما كانت على صورة الناس والحمل والثور والجدي بخلاف السرطان والاسد والعقرب والحوت وقيل البروج المعوجة الطلوع مطيعة للبروج المستقيمة الطلوع واذا لم يكن بين الطالعين والنيرين هذه المشاكلة والمخالفة لم يكن بين ذلكم الشخصين محبة ولا مبغضة وقال ابو العباس انه اذا كان شمس احدهما موضع قمر الآخر وقمر احدهما موضع شمس الآخر ونظر تلك الموضعين بعضهما الى بعض من التربيع كانت محبته مشوبة بالتحاسد.
السادسة والثلاثون:
المستولي على مكان الاجتماع في مثل درجة وتد من اوتاد طالع مولد كل كائن في ذلك الاجتماع من الاشخاص الانسانية وكذلك الاستقبال.
الشرح:
يعني اذا حل كوكب حار المزاج في برج بفصل الصيف فاذا حلت الشمس بذلك البرج حدث في الهواء حرارة فكان ذلك الصيف احر من المعهود مثاله المريخ اذا حل بالاسد في فصل الصيف واذا حل فيه في الشتاء كان البرد في تلك السنة اقل من المعهود وعلى هذا القياس في كل فصل من الفصول كحلول زحل في الجدي في الشتاء دليل شدة البرد وعلى هذا القياس في باقي الكواكب والله يعلم.
الكلمة السابعة والثلاثون:
اذا انتهى كوكب في ربع من ارباع السنة الى موضع من فلك البروج الذي اذا حلت فيه الشمس تحرك الهواء في كيفية ما وكان الكوكب موافقاً لتلك الكيفية قويت في ذلك الربع وعلى هذا قس.
الشرح:
يعني اذا حل كوكب حار في الصيف في برج اذا حل فيه الشمس يشتد الحر زاد شدة الحرارة عن المعهود مثل حلول المريخ في الاسد والشمس فيه وان كان في الشتاء يقل البرد وقس على هذا كل فصل من الفصول كما اذا حل زحل في الشتاء الى برج الجدي يدل على شدة البرد في ذلك الشتاء وقس عليه باقي الكواكب والله يعلم.
الكلمة الثامنة والثلاثون:
استخدم الكواكب البيابانية في بناء المدن والمتحيرة في بناء الدور وكل مدينة تبنى والمريخ في وسط السماء او كوكب من البيابانية على طبيعته فان اكثر المتسلطين عليها بالسيف.
الشرح :
الكواكب الثابتة تسمى البيابانية اي البرية تشبيهاً بأعراب البر لانهم ينزلون البراري كيف ما اتفق على الطريق وغير الطريق وفي كل موضع كان فالكواكب الثابتة التي على مزاج السعود اذا كانت في اوتاد طالع بناء المدن حصل الثبات والبقاء لتلك المدينة في سنين كثيرة وعدم التغيير من جهة سعادة المزاج وبطؤ الحركات واما في بناء الدور التي لم يمكن ذلك الدوام والثبات لها يستعملون الكواكب المتحيرة المسعودة بالطبع ولما كان وسط السماء بيت السلطان فاذا حل فيه المريخ او كوكب من الثوابت على مزاجه كان عاقبة السلطان القتل في تلك المدينة وكما ان العاشر بيت الملوك فالطالع بيت الرعايا والسابع بيت المخالفين والرابع بيت العمارة و عواقب تلك البقاع وباقي الكواكب يقاس على المريخ.
الكلمة التاسعة والثلاثون:
يكاد ان يكون من طالعه السنبلة أو الحوت أقوى الأسباب في سلطانه ومن طالعه الحمل والميزان اقوى الأسباب في موته ومن طالعه الثور والعقرب أقوى الأسباب في مرضه وعلى هذا فقس سائر الطوالع.
الشرح:
لما كان صاحب البيت دليلا على سبب مقتضى مدلول ذلك البيت وصاحب الطالع دليل ذلك الشخص الذي هو طالعه فاذا كان صاحب الطالع صاحب العاشر كان ذلك الشخص الذي هو صاحب الطالع سبب جاه نفسه وان كان صاحب الطالع صاحب الثامن كان ذلك الشخص هو سبب موته واذا كان صاحب السادس كان سبب مرضه وان كان صاحب الرابع كان يكسب الاملاك بنفسه وكانت عواقبه شنيعة وان كان صاحب الثاني عشر كان سبب عداوة الناس له ولا يعتمد على هذه الاحكام ان لم ينضم اليها اسباباً اخر ولهذا لم يجزم بالحكم وذكره بلفظ يكاد وهي للتقريب وهذا لا يقتضي سوى الترجيح والله يعلم.